Jihad you cling heavily to the earth? نقول له: لماذا لا تصوم وتقرأ القرآن؟ فيكسل، ويفوته هذا الخير، فيأتي الناسُ بالأرباح العظيمة، ويأتي هذا بخيبةٍ.
والبعض أخذ الموضوع كأنَّه لا يعنيه، وجلس في مكانه، ولا يُسابق، ولا يُنافس، ولا يتحرَّك، فإذا جاء الوقتُ المعلوم، وهذه الحياة تسير به، سواء كان واقفًا، أو جالِسًا، أو يمشي، لا تتوقف، فتصير به مثل راكب سفينةٍ إلى الأجل، ثم بعد ذلك يُفضي إلى الله ببضاعةٍ مُزجاةٍ، والآخرة دارٌ لا تصلح للمفاليس.
.
والأول بحسب القوى التي للإنسان: العقلية، والغضبية، والشَّهوية، ثلاثٌ أيضًا: فالهمّ والحزن تتعلّق بالعقليَّة، والجبن بالغضبيَّة، والبُخل بالشَّهويَّة، والعجز والكسل بالبدنيَّة.
قد يكونان غريزة في الإنسان، كأنَّه يُطبع على هذا، وبعض الناس يُطبع على الكرم والشَّجاعة والبذل، ويفرح ويسرّ بذلك، ولا يجد نفسه إلا بهذا، وأخبار هؤلاء كثيرة.
وقد تكلَّمتُ عن الجود في كلامٍ مُطولٍ، وذكرتُ من أخبار هؤلاء أشياء مُستفيضة، حيث إنَّ بعضَهم لا يمكن أن يأكل وحده، ولا يطيب له مقام إلا بوجود الأضياف، وأنَّ الكرام والأجواد من العرب كانوا يُقيمون ويسكنون وينزلون في أعالي الأرض.