خاتمة هذا المجلد الذي نحن بصدد دراسته يتكلم عن مسألة ربما نظر البعض إليها على أنها مسألة هينة أو يسيرة، أو أن الكلام فيها قد كثر، ولكنا نقول: إن الكلام مهما كثر في ذات الله تبارك وتعالى أو في أسمائه وصفاته فليس بكثير، وكما قال رضي الله عنه: المؤمن لا يشبع من كلام الله عز وجل.
ما لـ "ما" في اللغة العربية استعمالات كثيرة، إذ أنها تأتي على ضربين حرف واسم، ولكلّ ضرب منها استعمالات عدّة، فمن استعمالات "ما" الحرفية أنّها تأتي للاستفهام، وتكون للاستفهام عن الأجناس على وجه الإطلاق، نحو قولهم: ما اسمُك؟ وما عندك؟ ومعنى "ما" هنا: أيّ شيء.
فلا شك أن الله تبارك وتعالى يتكلم، وأن المخلوق يتكلم، لكن كلام المخلوق ليس ككلام الخالق؛ لأن ذات المخلوق تختلف وتتباين عن ذات الخالق تبارك وتعالى، فما الذي يمنع المرء أن يسلم أن الله تبارك وتعالى يتكلم بحرف وصوت كيف يشاء وكما يشاء في أي وقت شاء؟ وكلامه معجز لا يستطيع أحد من البشر أن يتكلم ككلام المولى تبارك وتعالى.