الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن إطعام الطعام وجمع الإخوان عليه من أجل الأعمال وأفضلها، ولا سيما إن كان من بينهم من هو صائم، ولو كان بعضهم أصحاب أموال لأن إطعام الطعام والصدقة التي ليست واجبة لا يختص بالفقراء، ولذلك ورد عن علي رضي الله عنه موقوفا: لأن أجمع إخواني على صاع من طعام أحب إلي من أن أعتق رقبة.
اقتباس والله إنَّ من الشقاء والحرمان أن يتعب المرء ويكدح في جمع المال، ثم لا يستفيد منه لآخرته، بل يتركه بعد ذلك لورثته لهم غُنمه وعليه غُرمه وحسابه.
وفي حديث آخر أن أعرابياً قال: يا رسول الله علمني عملاً يدخلني الجنة، فقال -صلى الله عليه وسلم-: "أعتق النسمة وفك الرقبة "، ثم قال -صلى الله عليه وسلم-: "فإن لم تطق ذلك فأطعم الجائع واسقِ الظمآن".
ولهذا جاء في السنة ما يدل على أن إطعام الطعام من أسباب الفوز بالجنة ودخولها والنجاة من النار وعذابها، في الحديث يقول -صلى الله عليه وسلم-: "وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".
أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد رسول الله وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
الخطبة الثانية: الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.