إن هذه النظرة كما يظهر لنا، نظرة متشائمة من شيوع استخدام الحواسيب وأثرها على تهديد الخصوصية، وهي وإن كانت نظرة تبدو مبالغاً فيها، إلا أنها تعكس حجم التخوف من الاستخدام غير المشروع للتقنية، وتحديداً الحواسيب في كل ما من شأنه تهديد الحق في الحياة الخاصة، ويمكننا فيما يلي إجمال المعالم الرئيسة لمخاطر الحواسيب بما يأتي: أ- أن الكثير من المؤسسات الكبرى والشركات الحكومية الخاصة تجمع عن الأفراد بيانات عديدة ومفصلة بالوضع: المادي، أو الصحي، أو التعليمي، أو العائلي، أو العادات الاجتماعية، أو العمل… إلخ، وتستخدم الحاسبات وشبكات الاتصال في: خزنها، ومعالجتها، وتحليلها، والربط بينها واسترجاعها، والموازنة بينها، ونقلها، وهو ما يجعل فرص الوصول إلى هذه البيانات على نحو غير مأذون به أو بطريقة التحايل أكثر من ذي قبل ويفتح مجالاً أوسع لإساءة استخدامها أو توجيهها توجيهاً منحرفاً أو خاطئا أو مراقبة الأفراد وتعرية خصوصياتهم أو الحكم عليهم حكما خفيا من واقع سجلات البيانات الشخصية المخزنة.
الأهمية الإستراتيجية: أصبح الحاسوب والإنترنت الشبكة العنكبوتية من أكثر الأدوات استخداماً والأكثر نفعاً إستراتيجيّاً، وقد خدمت هذه التقنيات الإنسان خدمة كبيرة، وتجاوزت الحواجز واختصرت المسافات على مستخدميها الذين لا يقتصرون على طبقة معينة دون أخرى.
يعتبر الأمن الاجتماعي الركيزة الاساسية لبناء المجتمعات الحديثة وعاملاً رئيساً في حماية منجزاتها والسبيل إلى رقيهّا وتقدمها لأنه يوفر البيئة الآمنة للعمل والبناء ويبعث الطمأنينة في النفوس ويشكل حافزاً للابداع والانطلاق إلى آفاق المستقبل ويتحقق الأمن بالتوافق والإيمان بالثوابت الوطنية التي توحّد النسيج الاجتماعي والثقافي الذي يبرز الهوية الوطنية ويحدد ملامحها ، حيث يكون من السهل توجيه الطاقات للوصول إلى الاهداف والغايات التي تندرج في إطار القيم والمثل العليا لتعزيز الروح الوطنية وتحقيق العدل والمساواة وتكافؤ الفرص وتكامل الأدوار.