والصلاة يمكن أن تصليها قاعدًا إذا كنت لا تشكو من أي مرض ولكن تأخذ نصف الأجر، أما الشخص المريض فيصليها قاعدًا ويأخذ الأجر كاملًا.
.
صفة صلاة الوتر لصلاة الوتر صفتان، هما الوصل والفصل، والفصل هو أن يفصل المصلّي بين ركعات الوتر؛ بحيث يسلّم نهاية كلّ ركعتين؛ فإذا صلّى خمساً مثلاً، صلّى اثنتين اثنتين وسلّم، ثمّ صلّى واحدة وهكذا، أمّا الوصل فيصلّي أكثر من ركعة متصلة لا يفصل بينها بسلام، وذلك بأنّه إذا أراد أن يصلّي ثلاثاً مثلاً فيسردها دون أن يفصل بينها بسلام وهكذا.
بعدَ صلاةِ العشاءِ، وآخِرُه طلوعُ الفجرِ قال المروزي: الذي عليه العمل عند جمهور أهل العلم أنْ لا يُؤخَّر الوتر إلى طلوع الفجر، اتباعًا للأخبار التي رويناها أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أمر بالوتر قبل الصبح، وكان وترُه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَّته كذلك، في آخر الليل قبل طلوع الفجر.
.
ودليل هذه الصفة و الصفة السابقة حديث عائشة رضي الله عنها في صفة وتر النبي صلى الله عليه و سلم، قالت ويصلي تسع ركعات لا يجلس فيها إلا في الثامنة، فيذكر الله ويحمده و يدعوه، ثم ينهض ولا يسلّم، ثم يقوم التاسعة، ثم يقعد فيذكر الله ويحمده و يدعوه، ثم يسلّم تسليمناً يسمعناه، ثم يصلي ركعتين بعد ما يسلّم و هو قاعد، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بُنيّ،فلما سنّ نبي الله صلى الله عليه و سلم، وأخذه اللحم، أوتر بسبع، وصنع في الركعتين مثل صنيعه الأول، فتلك تسع يا بُنيّ أخرجه مسلم و يسن أن يقرأ في الركعتين بعد الوتر «إذا زلزت الأرض» والثانية «قل يا أيها الكافرون» لحديث أبي أمامة الباهلي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الوتر وهو جالس يقرأ فيهما «إذا زلزت الأرض» و «قل يا أيها الكافرون» أخرجه أحمد وحسنه الألباني.