وتميّز العهد العباسي أيضًا بالاهتمام بجمع وغربلته، بقصد التحقق من مدى دقته وصلته ، وإن أشهر جامعي الحديث قد برزوا خلال العصر العباسي؛ وغيرهم، ممن لا يزال فقهاء الإسلام يعتمدون عليهم إلى اليوم، ما يدلّ على التأثير العميق للعصر العباسي في العلوم الشرعية والفقهية.
وأبرز تلك الأحزاب التي عارضت الحزبُ القائل بأحقية سلالة بالخلافة، والحزب القائل بأحقية سلالة عم بالخلافة.
غير أن لومبارد وكويريه، وكذلك جورج مينوا، قد أشاروا إلى انهيار شبه تام للعلوم في الدولة العباسية، منذ ، وذلك لا يعود فقط لتدهور الاستقرار السياسي، وتراجع حال المعيشة، بل لبروز تيارات دينية متشددة، استطاعت السيطرة على القصر، وأثرت على العلوم بشكل سلبي، وأحد هذه التيارات، كما اتفق المؤرخون الثلاثة، التي ركَّزت على سلبية التعاطي مع أي علم أو كتاب غير ، ونحا بعض علمائها لاعتبار ذلك الزمان زندقة، وجاء في إحدى أدبيات : لا تفرط في دراسة الكواكب، إلا لمساعدتك على تحديد ساعات الصلاة، لا أكثر من هذا.