وهذه الشفاعة لها شروط ثلاثة: الشرط الأول: رضا الله عن الشافع.
معنى التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم، أرسل الله سبحانه وتعالى العديد من الانبياء والرسل لدعوة الناس الى عبادةالله تعالى واخراجهم من الظلمات الى النور، فقد ذكر الله في كتابه العزيز العديد من الانبياء والرسل الذين تم ذكرهم في القران الكريم والذين ارسلهم الله، فكان اخر الرسالات السماوية هي رسالة الاسلام التي انزلها الله على نبيه محمد صل الله عليه وسلم ليكون خاتم الانبياء والمرسلين، ارسله الله للناس كافة ولكل العالمين الى يوم البعث المبين.
ولكن هناك استثناء خاص في حق الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد جاءت النصوص مفيدة بأن الله يقبل شفاعته على عمه أبي طالب أجرًا له على رعاية الرسول صلى الله عليه وسلم كان يحفظ في شبابه ، ويحميه في شيخوخته ، لكنه ليس بشفاعة مطلقة ولكنه راحة جزئية من عذاب الجحيم الأبدي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم ، وذُكر عنده عمه أبو طالب ، فقال: لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه أم دماغه متفق عليه.
من أمثلة الشفاعة الخاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم، الشفاعة هي عبارة عن التوسط لشخص ما لجلب المنفعة له، أو إزالة الأذى عنه أو العقاب، وهنا الشفاعة المقصودة هي شفاعة عند رب العالمين عند الله عز وجل، وهذه الشفاعة يشترط بها مرضاة الله تعالى فمن بعد أن يأذن الله تتم الشفاعة، وهناك أنواع منها شفاعة خاصة وهي لرسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وهناك شفاعة عامة وهي تكون للرسول صلى الله عليه وسلم ويشاركه فيها من شاء الله من الملائكة والنبيين والصالحين.
وهذه الشروط مجملة في قوله تعالى: { وكم من ملك في السموات لا تغني شفاعتهم شيئاً إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى}، ومُفصَّلة في قوله: { من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه}، وقوله: { يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن ورضي له قولاً}، وقوله: { ولا يشفعون إلا لمن ارتضى}، فلا بد من هذه الشروط الثلاثة حتى تتحقق الشفاعة.
٢ رواه البخاري ٥٢٧١ ومسلم ١٦٩١.