.
هذه التغريدة الغامضة من المريسل المعروف عنه تغريداته الكثيرة والمتلاحقة والمتعلقة بالمجال الرياضي السعودي، خاصة كأس دوري الأمير محمد بن سلمان ونادي النصر تحديدا، أثارت الكثير من الجدل.
سوى وإلى توحيده الأمر راجع والقديم والحادث لا يلتقيان فإذا قرن الحادث بالقديم تلاشي الحادث وبقي القديم قال رجل بين يدي الجنيد رضي الله عنه الحمد لله ولم يقل رب العالمين فقال له الجنيد كمله يا أخي فقال له الرجل وأي قدر للعالمين حتى يذكروا معه فقال الجنيد قله يا أخي فإن الحادث إذا قرن بالقديم تلاشي الحادث وبقي القديم اه فقد تقرر أن الأشياء كلها في حيز العدم إذ لا يثبت الحادث مع من له وصف القدم فأنتفى القول بالإتحاد إذ معنى الإتحاد هو إقتران القديم مع الحادث فيتحدان حتى يكونا شيئاً واحداً وهو محال إذ هو مبني أيضاً على وجود السوي ولا سوي وقد يطلقون الإتحاد على الوحدة كقول ابن الفارض وهامت بها روحي بحيث تمازجا.
التقى ملكان في السماء الرابعة فقال أحدهما للآخر من أين أقبلت قال أمرت بسوق حوث في البحر إلى فلان اليهودي ليأكله ثم قال وأنت من أين جئت قال أمرت أن أريق زيتا اشتهاه العابد فلان يأكله فينقص حظه في الآخرة تأمل رحمك الله هذا الحديث وأعتبر وما توفيقي إلا بالله العلي الكبير مر رجل بعامر بن قيس وهو يأكل بقلا وملحا فقال له يا عامر رضيت من الدنيا بهذا فقال نعم ولا كن أذلك على من رضي بأقل من هذا فقال نعم فقال من رضي بالدنيا عن الآخرة و اعلم أن العارفين ما زهدوا في الدنيا رغبة في نيل الآخرة وإنما زهدوا فيها لبغضها عند الله وإلا لكان زهدهم معلولا تمسكوا أيها الإخوان بالورع فإنه ما تمسك به أحد إلا وصل ولا أنقطع عنه أحد إلا أنفصل لأن الورع يكون عن الحرام والزهد في الحلال والحرام لو صليتم أيها الإخوان حتى تكونوا كالحنايا وصمتم حتى تكونوا كالأوتار ما تقبل الله منكم إلا بورع حاجز عن النار قالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها إنكم لتغفلون عن الورع وهو أصل العبادات لو يعلم أكل الحرام ما يحدث في قلبه من الظلمة و القساوة وفتور الجوارح لطوى الأيام والليالي جوعا لأن العمل الصالح ينشأ عن أكل الطيبات يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلال طيبا روي من أكل الحلال أطاع الله أحب أم كره ومن أكل الحرام عصى الله أحب أم كره فلا يحل لك أيها المريد أن تأكل إلا طيبا ولا تلبس إلا طيبا ولا تركب ولا تسكن إلا طيبا وتستعمل سائر ما تنتفع به طيبا ومن وراء ذالك متشابها من تركها سلم ومن أخدها كان كالراتع حول الحمى يوشك أن يقع فيه وفي بعض المناجات يا موسى إن أردت أن تدعو فصن بطنك عن الحرام وقل يا ذا المن القديم و ياذا الفضل العظيم والرحمة الواسعة عجبت لمن يترك الحلال مخافة المرض كيف لا يترك الحرام مخافة النار ما دام لسانك يتذوق الحرام فلا تطمع أن تذوق شيئا من الحكم إخواني سار الأحباب في ليل العزم ونمتم وربحوا في معاملتهم وما غنمتم لو تفكرتم فيما فاتكم لندمتم وانظروا سيرة السلف الصالح وأكلهم الحلال وصبرهم على الجوع الفادح يا منقطعين عن القوم إن لم تنهضوا للحاق الإخوان فأبكوا على البعد والحرمان وعليكم أيها الإخوان بالقناعة فإنها كنزلا ينفد وزاد لا يفنى ولا ينحد وإياكم والطمع فإنه الفقر الحاضر والربح الخاسر والقناعة هي رضى النفس بما قسم الله لها وقطع الرجاء في المخلوقات كلها وهي كنز الفقير وعز الحقير وقال صلى الله عليه وسلم الغنى اليأس مما في أيدي الناس وقال أفلح من هدي إلى الإسلام وكان رزقه كفافا وقنع به وقال من قنع بما رزقه الله دخل الجنة في بعض الكتب المنزلة عبدي خلقتك لي وحدي وسخرت لك الملائكة تقودك إلى حضرتي بزمام مادمت قانعا مني في عمرك كله بالرغيف وستر العورة فأنت عبدي فإذا طلبت مني فوق ذالك قطعت الحبل بيني وبينك فلا تقدر بعد ذالك على النهوض إلى حضرتي خطوة واحدة من قنع أستراح من أهل زمانه و استطال على أقرانه قال سيدنا علي كرم الله وجهه من رضي بقسمة الله لم يحزن على ما فاته فالمؤمن قانع بالميسور راض بالمقدور وانظر أيها المريد إلى الفراش لو قنع بضوء المصباح لم يحترق باقتحامه فيه ونفسه في النار قد لاح وليس القناعة بأكل الشعير ولبس الخشين والطمع أعظم أفات للعبد وربما التبس على الجاهل بالرجاء قال العلماء رضي الله عنهم الرجاء ما قارنه عمل وإلى فهو أمنية واغترار وحقيقته تعلق القلب بمحبة الله تعالى : مع الأخذ في العمل وتأمل أيها المريد قول الله تعالى : إن الذين أمنوا والذين هاجروا وجاهدوا في سبيل الله أولئك يرجون رحمت الله فقد رتب الله الرجاء الصادق على العمل وأما الرجاء الكاذب وهو الذي يفتر صاحبه عن العمل و يغريه على المعاصي والذنوب فليس هو رجاء عند العلماء و لكنه أمنية واغترار بالله وقد ذم الله تعالى : قوما ظنوا مثل هذا وأصبحوا على حب الدنيا والرضى بها وتمنوا المغفرة على الله فسماهم خلفا والخلف الردي من الناس قال تعالى فخلف من بعدهم خلف ورثوا الكتاب يأخذون عرض هذا الأدنى ويقولون سيغفر لنا وعلامة الأحمق الرجاء من غير عمل ومنهم من جعله بدعيا ومنهم من جعله فاسقا وأصل المعاصي قول العبد إن الله غفور رحيم فيطمع في المغفرة والرحمة من غير عمل ومن كان راجيا كثر خوفه بمقدار رجائه وذالك شأن المؤمن يستوي عنده الخوف والرجاء وإلا فهو مغرور وهلا حسن ظنه وقوي رجاءه في إيصال الرزق المضمون له وصدق بأن الله هو الرزاق كما صدق بأن الله غفور رحيم و أستوى عنده حسن الظن في الحالتين وأين غاب عقل هذا القائل وسمعه عن تدبر قوله تعالى ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولائك هم الفائزون وقوله وان ليس للإنسان إلى ما سعى وأن سعيه سوف يرى ثم يجزاه الجزاء الأوفى وليتدبر العاقل في قوله تعالى فأما من طغى وأثر الحياة الدنيا فإن الجحيم هي المأوى وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى قال صلى الله عليه و سلم أعملوا فكل ميسر لما خلق له وتأمل أيها المريد قول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم : يا صفية عمة رسول الله و يا فاطمة بنت محمد أنقذا أنفسكما من النار فاني لا أغني عنكما من الله شيئا وقد خاف الصحابة وأكابر العارفين والعلماء العاملين من دخول النار وسوء الخاتمة حتى كادت أن تتفتت أكبادهم من شدة البكاء ولسوء الخاتمة أسباب نعوذ بالله منها مثل البدعة والنفاق والكبر وجملة من الأوصاف المذمومة وما أدهش الفحول وأذهل العقول إلى قوله صلى الله عليه وسلم : إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينها وبينه إلى شبر فيسبق عليه كتابه فيكون من أهل النار وأن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينها وبينه إلا شبر فيسبق عليه كتابه فيكون من أهل الجنة قال صلى الله عليه وسلم : ما أتاني جبريل قط إلا وهو خائف يرتعد من هيبة الله قال مولانا علي رضي الله عنه تستريح البهائم والطيور والحيتان وأنا مرتهن بعملي وقال عمران بن حصين رضي الله عنه والله أني لأود أن أصير رمادا تنسفني الرياح عاصفة و قال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه لولا الغفلة لمات الخلق كلهم من خشية الله يمني الإنسان نفسه بدخول الجنة والتنعم بالحور والقصور وهو مستوجب للسعير والثبور وقف الفضيل يوم عرفة قابضا على لحيته يبكي من الزوال إلى الغروب وهو يقول و إسواتاه وإن غفرت لي وكانت رابعة العدوية تبكي وترش دموعها حولها حتى يظن الداخل أن ذالك ماء المطر أو الوضوء وبعض المطرودين إن سمع هذه الأوصاف أستعظمها وقال لا نقدر عليها نحن ضعاف وفي أمور الدنيا يعمل عمل الأقوياء ويحرض نفسه على تحمل المشاق ويحسب نفسه من الأتقياء طلب الجنة بلا عمل ذنب من الذنوب وأرتجاء الشفاعة بلا سبب نوع من الغرور و ارتجاء رحمة من لا يطاع جهل وحمق في الزبور يا داوود قل لبني إسرائيل أراكم تتمنون علي الجنة ألأعمالكم الزكية أم لهجرانكم أهل المعاصي من أجلي أم لترككم أكل الحرام كلا سوف تعلمون إذا نقشت الوحوش والبهائم عن زلاتها ثم صارت ترابا قال الحسن البصري رضي الله عنه أن قوما ألهتهم أماني المغفرة حتى خرجوا من الدنيا وليست لهم حسنة يقول أحدهم أحسن الظن بربي وهو كاذب إذ لو حسن الظن به لحسن العمل وتلى قوله تعالى وذالكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين أيها المريد لا تأمل بطول عمرك وتتمن على الله الأماني بسوء فعلك فأنت تضرب حديد باردا في ذالك فالمؤمن يغرس نخلا ويخاف أن يثمر شوكا والمنافق يغرس شوكا ويطمع أن يثمر تمرا فالمؤمن يكون بين جناحين جناح الرجاء وجناح الخوف كالطير بين جناحيه لأنه مطالب بهما بدليل قوله تعالى وأدعوه خوفا وطمعا وقوله : يحذر الآخرة ويرجون رحمة ربه وكان صلى الله عليه وسلم : متواصل الأحزان دائم البشر قال الشيخ أبوا الحسن رضي الله عنه وقد أبهمت الأمر علينا لنرجو و نخاف فأين خوفنا ولا تخيب رجائنا أيها الإخوان المنتسبون للرحمان إياكم والطمع في الخلق فهو مضاد لحقيقة الإيمان لأنه تعلق بالناس والتجاء إليهم واعتماد عليهم وعبودية لهم وفي ذلك من المذلة والمهانة لا مزيد عليه والمؤمن لا يذل نفسه إلا لمولاه لو قيل للطمع من أبوك لقال الشك في المقدور ولو قيل له ما حرفتك لقال اكتساب الذل ولو قيل له ما غايتك لقال الحرمان والطامع فاسد الدين مفلس من أنوار اليقين فالعبد حر ما قنع والحر عبد ما طمع فأنظر أيها المريد إلى العقاب يطير في فضاء عزه بحيث لا يرتقي طرف إلى مطاره ولا تسموا همة إلى الوصول إليه فيرى قطعة لحم في شبكة فينزله الطمع من مطاره فيعلق بالشبكة جناحه فيصيده صبي يلعب به فكذالك الطامع في الخلق يذل نفسه إليهم حتى يملوا رؤيته ويتجنبوا لقاءه مع ما في ذالك من الإعراض عن باب الله تعالى إذا أعطشتك أكف اللئام كفتك القناعة شبعا وريا فكن رجلا رجله في الثرا وهامة همته في الثريا وأعلم أيها المريد الراجي من مولاه المزيد إن منع الله لك هو عين العطاء إليك فإنه لم يمنعك من عدم و لا يخل و إنما هو نظر واختيار وفصل فالعطاء من الخلق حرمان والحرمان من الله إحسان قيل لبعض العارفين لا تبدين فاقة إلى غيري فأضاعفها عليك فكافاة لسوء أدبك.
فقال صلى الله عليه وسلم إن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك.
.