فيتخرّجون في الجامعات، ويصنّفون المصنّفات ليصِلوا إلى إيمان أبي جهل، الّذي كان يُقرّ بأنّ الله عزّ وجلّ هو الخالق الرّازق المدبّر، ولكنّ الله حرّم عليه الجنّة؛ لأنّه جحد توحيد العبادة والألوهيّة، حتّى أشرك بالله ربّ البريّة،.
فانقسم النّاس أمام هذا النّداء فرقا وطوائف: - طائفة تجهل من دين الله تعالى الكثير، فيتساءلون عن سرّ هذا التّركيز على التّوحيد ؟! أفراد الله تعالى في ربوته وألوهيته وأسمائه وصفاته تعريف التوحيد يتجه إلى الله وحده ويؤمن به مع الإيمان المطلق والثابت بأن الله هو الرب وسيد كل شيء ولا يمكن لأحد أن يعرفه أو يخلق مثل ما خلقه.
وروى البخاري عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه : كَانَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ يَؤُمُّهُمْ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍ، وَكَانَ كُلَّمَا افْتَتَحَ سُورَةً يَقْرَأُ بِهَا لَهُمْ فِي الصَّلَاةِ مِمَّا يَقْرَأُ بِهِ افْتَتَحَ بِـ:{ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ }، حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهَا، ثُمَّ يَقْرَأُ سُورَةً أُخْرَى مَعَهَا، وَكَانَ يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ، فَكَلَّمَهُ أَصْحَابُهُ، فَقَالُوا: إِنَّكَ تَفْتَتِحُ بِهَذِهِ السُّورَةِ، ثُمَّ لَا تَرَى أَنَّهَا تُجْزِئُكَ حَتَّى تَقْرَأَ بِأُخْرَى، فَإِمَّا تَقْرَأُ بِهَا وَإِمَّا أَنْ تَدَعَهَا وَتَقْرَأَ بِأُخْرَى، فَقَالَ: مَا أَنَا بِتَارِكِهَا إِنْ أَحْبَبْتُمْ أَنْ أَؤُمَّكُمْ بِذَلِكَ فَعَلْتُ وَإِنْ كَرِهْتُمْ تَرَكْتُكُمْ! قال: هَلْ تَدْرِي مَا حَقُّ اللهِ عَلَى عِبَادِهِ ؟ قلت: اللهُ ورسولُهُ أَعْلَمُ.
ثُمَّ سَارَ سَاعَةً، ثمّ قال: يَا مُعَاذُ ، قلت: لَبَّيْكَ رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ.
.
وإنّ من المسائل المتعلّقة بهما: المسألة الثّالثة : تعظيم أمر التّوحيد.