المطلب الرابع: بيع اللبن باللبن من بهيمة الأنعام.
المصطلح القرآني : الأنعام : الأزواج الثمانية : من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ومن البقر اثنين ومن الإبل اثنين :.
فإن هذه المذكورات وإن كانت من بهيمة الأنعام فإنها محرمة.
أسأل الله تعالى أن يوفقني وإياك لما يحبه ويرضاه ، وأن يجعل هذه المساجلة في ميزان حسناتنا يوم نلقاه ؛ إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
قال القاضي: والحق أن ما حرم عليهم، أو حرموا على أنفسهم هو في وقت شريعة الإسلام أمر باطل؛ إذ كانت شريعة الإسلام ناسخة لجميع الشرائع؛ فيجب ألا يراعى اعتقادهم في ذلك، ولا يشترط أيضًا أن يكون اعتقادهم في تحليل الذبائح كاعتقاد المسلمين، ولا اعتقاد شريعتهم؛ لأنه لو اشترط ذلك لما جاز أكل ذبائحهم عموما بوجه من الوجوه؛ لكون اعتقاد شريعتهم في ذلك منسوخة، واعتقاد شريعتنا لا يصح منهم، وإنما هذا حكم خصهم الله تعالى به؛ فذبائحهم -والله أعلم- جائزة لنا على الإطلاق، وإلا ارتفع حكم آية التحليل جملة فتأمل هذا فإنه بيِّنٌ.
والذَّبيحة التي تَتقرَّب بها إلى الله نَسِيكة.