وقد جاء في سنن ابن ماجة 2: 902 عن أبي هريرة قال: جاء رجل إلى النبي ص فقال: يا رسول الله نبئني ما حق الناس مني بحسن الصحبة؟ فقال: نعم, وأبيك! وَإِذَا حَلَفْتَ عَلَى يَمِينٍ، فَرَأيْتَ غَيْرَهَا خَيْرًا مِنْهَا، فَأْتِ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ، وَكَفِّرْ عَنْ يَمِينِكَ».
فالمقصود: إذا جرى على لسانه هذا شركًا أصغر، أما إذا كان يرى أنه يصلح أن يعبد، ويدعى من دون الله، ويحلف به، وأنه يرى أن هذا أهل لذلك، أو يقوم بقلبه تعظيمه، مثلما يعظم الله بالعبادة هذا شرك أكبر، لكن جنس الحلف بغير الله شرك أصغر، ما لم يكن في قلبه تعظيم المخلوق، مثل تعظيم الله، بحيث يرى أنه يصلح للعبادة، يدعى أو يستغاث به أو يصلى له أو يصام له أو نحو ذلك، نعم.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: إن الحلف بغير الله منكر عظيم، تجب التوبة منه، ولا يجوز بحال حتى ولو كان الإنسان مازحا، فعلى المسلم أن يتجنب ذلك، ممتثلا قول النبي صلى الله عليه وسلم: من حلف بغير الله؛ فقد كفر، أو أشرك.
كان هذا لا مفر منه.
كما في صحيح مسلم: أنه جاء رجل إلى النبي, فقال: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجراً؟ فقال: أما ـ وأبيك ـ لتنبئنه أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقراء وتأمل البقاء.
٤ عن زيد قال: سمع أبو عبدالله -عليه السلام- رجلاً يقول لآخر: وحياتك العزيزة لقد كان كذا وكذا.