في هذه المرحلة المبكرة» وني القرن الثالث الهجري؛ ساهموا في تبني وموافقة العديد من آراء ومقولات الفلسفة» وطالعوا ما كان رائجاً من الكتب الفلسفية في عصرهم» حتى اختلطت بالكلام وكانت جزءاً منه لا يمكن أن يتجاوزه من بعدهم.
نشأة المذاهب الإسلامية ولا شكَّ أن التابعين تفرَّقوا في الأمصار بعد اتساع الرقعة الإسلامية، وقد لاقَوْا أوضاعًا وأحداثًا وأمورًا لم تَعْرِض للصحابة من قبلُ، وكان عليهم أن يبحثوها ويُفْتُوا فيها، وبذلك ازداد نطاق الفقه اتِّساعًا؛ الأمر الذي اختلفت بسببه أقوال التابعين، وكان من وراء ذلك أن صار لكل فقيه من التابعين جملة آراء مستقلَّة نستطيع أن نسميها مذهبًا، واشتهر من هؤلاء: سعيد بن المسيب وعبد الله بن عمر في المدينة، ويحيى بن سعيد، وربيعة بن عبد الرحمن، وعطاء بن أبي رباح في مكة، وإبراهيم النخعي، والشعبي في الكوفة، والحسن البصري في البصرة، وطاوس بن كيسان في اليمن، ومكحول في الشام.
إن التعليل الخلدوني عمل مقاصدي تأويلي منضبط بضوابط برهانية وبيانية تظهر مراعاتها في مجموع قضايا نظريته العمرانية، ويمكن تلخيص هذه الضوابط في: أولا: ضابط مراعاة طبائع الأشياء وحقائق الموجودات التي تتمثل في خصائصها الذاتية والجوهرية المشتركة بين أفرادها.
أنور الجندي: شبهات التغريب في غزو الفكر الإسلاميّ، بيروت، المكتب الإسلاميّ 1978.
.
ما أفهمه سيدي أن العلاقة بيننا لا غبار عليها ما دمنا راضيين وأهلينا راضون أو على الأقل على علم والمجتمع من حولنا كذلك قابل أو على علم بهذا العمل.