رايد التميمي 06 Nov 2012 04:53 PM احترم وجهة نظرك عزيزي ولكن السؤال عكس تفسيرك هنا.
.
يجيءُ الشِّتاءُ شتاءُ الضَّبابِ شتاءُ الثّلوجِ شتاءُ المطرْ فينطفئُ السِّحْرُ سحرُ الغُصونِ وسحرُ الزُّهورِ وسحرُ الثَّمَرْ وسحْرُ السَّماءِ الشَّجيّ الوديعُ وسحْرُ المروجِ الشهيّ العَطِرْ يصف الشاعر في هذه الأبيات فصل الشتاء بمقابل فصل الربيع، فيذكر صفات الشتاء بثلوجه وضبابه وأمطاره، ولكنه في حضوره يُخفي كل جميل كان، فينطفئ سحر الربيع بما فيه من زهور ومروج وثمر وعَطر، إنه بذلك يحمل مقارنة خفيّة بين إرادة الحياة التي تشبه الربيع بسحره، وبين الكسل عن طلب الحياة والبقاء بضباب العُمر وثلوجه المتراكمة.
قال أبو القاسم الشابي ومن يتهيب صعود الجبال يعش أبد الدهر بين الحفر ١ صعود الجبال.
ومَن لم يعانقْهُ شَوْقُ الحياةِ تَبَخَّرَ في جَوِّها واندَثَرْ شبّه الشاعر الشوق بالإنسان الذي يُعانق، والحياة شبّهها بالشخص المشتاق، كما شبّه الإنسان الذي لا يُعانق الحياة بالماء الفارغ الذي يتبخّر في نهايته ويختفي، ونوع الاستعارة هنا هي مكنيّة، فحذف المشبّه به وصرّح بالمشبّه.
هناك قصيدة "لستُ أبكي لعَسفِ ليلٍ طويلٍ"، وفيها أيضًا يتحدَّث عن كتم أصوات الخطباء الذين يصدحون بإيقاظ الشعوب ويتغنَّى بحبّ تونس الخضراء، وقصيدة "في الليلِ ناديتُ الكواكبَ ساخطًا"، التي يتحدَّث فيها عن الليل الذي أطبَقَ على الوطن ويبشِّر بولادة فجر باسم واعد، وله قصيدة "النبيُّ المجهول"، التي يذكر فيها صفات الشعب الجبّارة، مُحرِّضًا على التغيير وانطلاق الثورة بقصيدة طويلة، وغير ذلك من القصائد الوطنية البديعة.