وهكذا فان القبة تحولت من تغطية للحجرات المدورة في العراق القديم بسبب سهولة الانتقال من الدائرة للدائرة، لكنها خلقت إشكالا حينما وظفت في المسقط المربع للحجرات، واقتضت إيجاد حلول للانتقال من زوايا المربع إلى المثمن والذي شكل رقبة طنبور القبة تباعا، فجيء بحلين أحدهما شامي بالمثلثات الكروية والثاني عراقي بالمقرنصات البدائية، تبعا لما تسمح به خامة البناء الحجر أو الطابوق والتي نسبت كعادتها لتسميات.
وقد تطور الأمر وبدأ المسلمون يدرسون في هذه الخانقاوات المذاهب الفقهية وكانت تختص كل خانقاه في القرن الثامن الهجري بمذهب، فقد كان فقه الإمام يدرس في الخانقاه الجاولية، والحنفي في الخانقاه الجمالية، بينما درست المذاهب الأربعة في الخانقاه الشيخونية.
وعلم لمن رأى بعين فؤاده واستبصر، والحمدلله".
وثمة قباب حديثة بدأت تظهر منافسة لقباب الحديد والأسمنت، وهي القباب المصنوعة من مادة الفيبر جلاس والخيوط الزجاجية، وميزتها أنها تسمج بنفاذ الضوء إلى باطن القبة دون أن تسمح لحرارة الجو أو برودته بالنفوذ، إضافة إلى خفة الوزن مع متانة الصنع والقدرة على اختيار الشكل المختار بحرية تامة.
.
.