وهل الَّذي يقع في أعراضِ النَّاس غِيبةً ونميمةً، وسبًّا وشتمًا، يستحْيي من الله؟! ومنه حياء الإجلال كحياء الولد من والده والتلميذ من شيخه ومنه حياء الكرم كحياء النبي صلى الله عليه وسلم من الصحابة لما أراد خروجهم في زواجه لزينب فاستحى أن يقول لهم انصرفوا.
للحياء نوعان: حياء غريزي، وحياء مكتسب.
علاقة شعب الإيمان بزيادته أو نقصانه هذه أيها الإخوة! بل وأمرنا النبي أن ننشغل عنها بطاعة الله عز وجل، ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ « بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِى كَافِرًا أَوْ يُمْسِى مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا ».
وبعد: مع خلق من أخلاق الكرام، وسمة من سمات أهل المروءة والشرف، وعنوان الفضل والعقل، من حُرِمه حرم الخير كله، ومن تحلى به ظفر بالعزة والكرامة ونال الخير أجمع.
وتم العقل وانكشف الغِطاءُ فما في أن يعيش المرء خيرٌ.
وفي رواية لمسلم: « الْحَيَاءُ خَيْرٌ كُلُّهُ ».