وكذلك فإن الناس يتأثرون من المخلص، فيخرج كلامه من قلبه ليستقر في قلوب الناس، ويجعل الله لعاداته أجراً وتصبح عبادات؛ كأكله وشربه ولبسه ونومه ونكاحه ونحوها، ويلقي الله في قلوب العباد محبة المخلص؛ لأن الله يكتب له القبول.
ولما ينعدم الإخلاص وينقص، فإن صاحبه ينتكس انتكاسات كبيرة جداً، فقد يأتي أناس يوم القيامة بحسنات أمثال جبال بيضاء يجعلها الله هباءً منثوراً، ذلك بأنهم كانوا إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها، وهؤلاء عديمي الإخلاص.
حكم العمل لله دون إرادة ثواب الآخرة وبعض الناس يعمل العمل لله؛ يصلي لله، يزكي لله، يحج لله، لكن لا يريد العمل الثواب في الآخرة، لو سألته لماذا تصلي؟ قال: يا أخي! قَوْلُهُ: وَفَنَاءُ الْعِيَانِ فِي الْمُعَايَنِ، وَهُوَ الْفَنَاءُ جَحْدًا.
وفي علاج الرياء هناك علاج علمي وعلاج عملي، من العلاج العلمي: أن تعلم ما هو عذاب المرائين يوم القيامة، يقول عليه الصلاة والسلام: وفي رواية: وفي رواية: وفي رواية: يعني: فضحه على رءوس الأولين من آدم إلى آخر واحد وهو الراعي من مزينة الذي يحشر آخر واحد من الناس فيموت عند الصعق، لأنه قام مقام الرياء والسمعة.
الإخلاص في الجهاد وبالنسبة للجهاد في سيبل الله مر معنا الحديث، كم واحد ذهب إلى الجهاد ليقال عنه: فلان مجاهد، وكم واحد ذهب إلى الجهاد ورجع وهو يقول: فعلت ثم انتقلت، وتجده في المجالس والولائم يطرح تجاربه الشخصية ويقول: عملت وفعلت، بل إنه قد يكتب في الجرائد ويقول: وعملت وفعلت، لكن أين الإخلاص؟ أصلاً كلام بعض الناس يخبرك أنه ليس عندهم إخلاص، ولو كان عندهم إخلاص ما قالوا هكذا، ولتحدثوا عن أعمال الآخرين وما تحدثوا عن أنفسهم: كما قال عليه الصلاة والسلام.
ومنهم من قال: استواء أعمال العبد في الظاهر والباطن.