هل تجدُ أحدًا من المسلمينَ نقيَّ الفطرةِ سَوِيَّ الطَّوِيَّةِ يمكنُ أنْ ينطويَ باطنُهُ على مثلِ هذا القَذَرِ لأحدٍ من المسلمين؟! هل ورد في ليلة النصف من شعبان حديث صحيح؟ اختلف أهل العلم والفقه حول إحياء هذه الليلة، وهي ليلة النصف من شعبان أو ليلة الخامس عشر من شعبان، حيث يدركها بعض الناس بالصلاة والدعاء، فهل ورد فيها حديث قاطع صحيح يبين فضلها العظيم؟ في الحقيقة لم يأت في ليلة النصف من شعبان حديث له درجة الصحة والقطع، بل هناك أحاديث لا تصح عن ليلة النصف من شعبان، فهي ليلة عادية مثل أي ليلة يمكن الدعاء والاستغفار فيها وصلاة قيام الليل والدعاء فيها بما يشاء الإنسان من خير الدنيا والآخرة.
.
العجب كيف يُتَقَرَّبُ إلى اللهِ ربِّ العالمين بما لم يَشْرَع؟! فإذا كانَ عاجزًا عن التغييرِ فقل لي بربِّكَ فأيَّ شيءٍ أفادَهُ دِيْنُ اللهِ ربِّ العالمين؟! إلخ » فهذا غير ثابت، ولا يجوز أن يُعتقد أنّ الله يغيّر مشيئته بدعوة داع، ومن اعتقد ذلك فقد فسدت عقيدته وخرج من دين الله والعياذ بالله تعالى.
فأقامني ثم ذهب بي إلى البقيع ثم قال لي : ارفع رأسك فان هذه الليلة تفتح فيها أبواب السماء ، فيفتح فيها أبواب الرحمة ، وباب الرضوان ، وباب المغفرة ، وباب الفضل ، وباب التوبة ، وباب النعمة ، وباب الجود ، وباب الإحسان ، يعتق الله فيها بعدد شعور النعم وأصوافها ، ويثبت الله فيها الآجال ، ويقسم فيها الأرزاق من السنة إلى السنة ، وينزل ما يحدث في السنة كلها.
ليلة النصف من شعبان.
ليلةُ النّصْفِ منْ شعبانَ هيَ ليلةٌ مباركةٌ وأكثَرُ ما يَبْلُغُ المرْءُ تلكَ اللَّيْلَةَ أنْ يَقومَ لَيْلَهَا ويَصومَ نَهارَهَا ويَتَّقِيَ اللهَ فِيها، فقَدْ رَوَى البُخَارِيُّ عنْ أميرِ المؤمنينَ عليّ بنِ أبي طالبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: « ارْتَحَلَتِ الدُّنْيا وهيَ مُدْبِرَةٌ وارتَحَلَتِ الآخرةُ وهِيَ مُقْبِلَةٌ فَكُونوا مِنْ أبْنَاءِ الآخِرَةِ ولا تَكونُوا مِنْ أبناءِ الدُّنْيا.