وَقَوْلُهُ : يَقُولُ : يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا مُتَفَرِّقِينَ ، عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ ، لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ ، فَيَرَى الْمُحْسِنُ فِي الدُّنْيَا ، الْمُطِيعُ لِلَّهِ عَمَلَهُ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ يَوْمَئِذٍ مِنَ الْكَرَامَةِ ، عَلَى طَاعَتِهِ إِيَّاهُ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا ، وَيَرَى الْمُسِيءُ الْعَاصِي لِلَّهِ عَمَلَهُ وَجَزَاءَ عَمَلِهِ وَمَا أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْهَوَانِ وَالْخِزْيِ فِي جَهَنَّمَ عَلَى مَعْصِيَتِهِ إِيَّاهُ كَانَتْ فِي الدُّنْيَا ، وَكَفْرِهِ بِهِ.
وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ 8 وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ قَالَ الْبُخَارِيّ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيل بْن عَبْد اللَّه حَدَّثَنِي مَالِك عَنْ زَيْد بْن أَسْلَمَ عَنْ أَبِي صَالِح السَّمَّان عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " الْخَيْل لِثَلَاثَةٍ : لِرَجُلٍ أَجْرٌ وَلِرَجُلٍ سِتْرٌ وَعَلَى رَجُلٍ وِزْرٌ فَأَمَّا الَّذِي لَهُ أَجْر فَرَجُل رَبَطَهَا فِي سَبِيل اللَّه فَأَطَالَ طِيَلهَا فِي مَرْج أَوْ رَوْضَة فَمَا أَصَابَتْ فِي طِيَلهَا ذَلِكَ فِي الْمَرْج وَالرَّوْضَة كَانَ لَهُ حَسَنَات وَلَوْ أَنَّهَا قَطَعَتْ طِيَلهَا فَاسْتَنَّتْ شَرَفًا أَوْ شَرَفَيْنِ كَانَ آثَارهَا وَأَرْوَاثهَا حَسَنَات لَهُ وَلَوْ أَنَّهَا مَرَّتْ بِنَهَرٍ فَشَرِبَتْ مِنْهُ وَلَمْ يُرِدْ أَنْ تُسْقَى بِهِ كَانَ ذَلِكَ حَسَنَات لَهُ وَهِيَ لِذَلِكَ الرَّجُل أَجْر.
ولا يبعد أن يكون هذا من قبيل التفسير ببعض المعنى، يعني أن ذلك لا يقتصر على الموتى، بل تخرج ما في جوفها من الأموات، ومن الدفائن، فتخرج كنوزها.
فرغبهم في القليل من الخير أن يعملوه، فإنه يوشك أن يكثر، وحذرهم اليسير من الشر، فإنه يوشك أن يكثر، فنـزلت: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ يعني:وزن أصغر النمل خَيْرًا يَرَهُ يعني:في كتابه، ويَسُرُّه ذلك.
إذا كان هذا السواد من كثرة الذر لم يغير الوزن؛ فكيف بذرة؟ وهكذا أبو العباس الخطاب وزن خمسًا وعشرين ذرة بحبةٍ من خردل، فكانت حبة الخردل أثقل من خمسٍ وعشرين ذرة.
حَدَّثَنَا ابْنُ عَبْدِ الْأَعْلَى ، قَالَ : ثَنَا ابْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، أَنَّهُ قَالَ : أَمَّا nindex.