اللهُمَّ صلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ، وعلى آلِ محمَّدٍ، وأصحابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّينِ، وسَلِّمْ تَسْلِيمًا.
الثاني: توحيدُ الربوبيةِ، بأن يعتقدَ العبدُ أن اللهَ هو الربُّ المتفرِّدُ بالخلقِ والرزقِ والتدبيرِ، الذي ربَّى جميعَ الخلقِ بالنعمِ، وربَّى خواصَّ خلقِه، وهم الأنبياءُ وأتباعُهم، بالعقائدِ الصحيحةِ، والأخلاقِ الجميلةِ، والعلومِ النافعةِ، والأعمالِ الصالحةِ، وهذه هي التربيةُ النافعةُ للقلوبِ والأرواحِ، المثمرةُ لسعادةِ الدّارينِ.
قولُهُ: { وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}قالَ الْقُرْطُبِيُّ: الإحسانُ إلى الوالدَيْنِ بِرُّهُمَا، وحِفْظُهما، وصيانَتُهما، وامتثالُ أمْرِهما، وإزالةُ الرقِّ عنْهُما، وتَرْكُ السَّلْطَنَةِ عليْهِمَا، و{ إِحْسانًا}نُصِبَ عَلَى المصدريَّةِ، وناصبُهُ فِعْلٌ مُضْمَرٌ مِنْ لفظِهِ تقديرُهُ: وأَحْسِنُوا بِالْوَالِدَيْنِ إحْسَانًا.