والثاني كحال من يشق أرضه ويفلحها ويبذرها.
وثوبك - الدهرَ - مغسول من الدَّنَـــس - قال ابن القيّم رحمه الله: من رجا شيئاً استلزم رجاؤه ثلاثة أمور: أحدها: محبة ما يرجوه.
ولهذا أجمع العارفون على أن الرجاء لا يصحّ إلا مع العمل.
فاللهم إنا نسألك من فضلك يا ذا الفضل العظيم.
وذَكَر - تعالى - عن عباده الأبرار أنهم يقولون: {إِنَّا نَخَافُ مِنْ رَبِّنَا يَوْمًا عَبُوسًا قَمْطَرِيرًا 10 فَوَقَاهُمُ اللَّهُ شَرَّ ذَلِكَ الْيَوْمِ وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُورًا 11 } وقال تعالى: { وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ 17 يَسْتَعْجِلُ بِهَا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِهَا وَالَّذِينَ آَمَنُوا مُشْفِقُونَ مِنْهَا وَيَعْلَمُونَ أَنَّهَا الْحَقُّ}.
موجبات الخوف من الله: الخوف من الله تعالى منزلة عظيمة توجبها أمور: الأمر الأول: العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته جل وعلا ، فإنَّ من تفكر في أسماء العظمة والجلال ، وتفكر في آثارها ومقتضياتها، وتفكر في أفعال الملك العظيمة ، وآمن بها أوجب له ذلك الخوف الشديد من الله تعالى؛ وكلما كان المؤمن أعلمَ بالله كان أخشى له، ولذلك قال الله تعالى: { إنما يخشى اللهَ من عباده العلماء } ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن أتقاكم وأعلمكم بالله أنا متفق عليه، وفي رواية أخشاكم.