قال: صلاح ذات البين فإن فساد ذات البين هي الحالقة قال المناوي: " إياكم وسوء ذات البين " أي التسبب في المخاصمة والمشاجرة بين اثنين، أو قبيلتين بحيث يحصل بينهما فرقة أو فساد، فإنها أي: الفعلة أو الخصلة المذكورة، الحالقة أي تحلق الدين.
فالحديث واضح، يصور القائمين على هذه الصفة، القائم على حدود الله أي الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر، الذي يحث الناس على التمسك بالخير والصواب، ومثل الواقع فيها أي الذي يقع في الخلل والخطأ والزلل كمثل أناس ركبوا في سفينة استهموا عليها استهموا يعني اقترعوا، جعلوا قرعة من ينزل أسفل السفينة، يصور السفينة كأن السفينة فيها قسمين، قسم علوي وقسم سفلي، فيها طابقان طابق علوي وطابق سفلي، فاقترعوا على ذلك، منهم من أصاب في القسم السفلي، جاء سهمه في القسم السفلي، ومنهم من جاء سهمه في القسم العلوي.
قال الشيخ عبد الرحمان السعدي رحمه الله عن هذه الآية الكريمة : هذا تأديب من الله لعباده عن فعلهم هذا غير اللائق ، وأنَّه ينبغي لهم إذا جاءهم أمر من الأمور المهمة والمصالح العامة ما يتعلق بالأمن وسرور المؤمنين ، أو الخوف الذي فيه مصيبة عليهم أنْ يثبتوا ، ولا يستعجلوا بإشاعة ذلك الخبر ، بل يردونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وإلى أولي الأمر منهم ، أهل الرأي والعلم والنصح والعقل والرزانة الذين يعرفون الأمور ويعرفون المصالح وضدها 6.