هكذا بدأت الحكاية ، دعوة جذبته من ياقة كفره إلى نور الإسلام ، وانتشلته من مستنقع الرذيلة إلى قمة الفضيلة ، واستلته من دار الندوة إلى دار الأرقم! وإن لم يَكُن ؛ سَيُؤْتِك خَيْرًا مِّمَّا أُخِذَ مِنك ، فـ صْبِرًا عَلَىٰ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا ، فإنَّك بأعيُنِنا.
.
.
يا صاحبي إذا ما تعلَّقَ الأمرُ باللهِ فتأدَّبْ! إن لم يعجبني الكتاب قد يعجب غيري، و إن أعجبني قد لا يعجب غيري،،، الكتاب عبارة عن خواطر أو رسائل روحية و قصص بها عبر جميلة و مفيدة و خاصة أن أغلب القصص عن الصحابة و الصالحين و كلها مرتبطة بمواقف قد تمر علينا في حياتنا اليومية و هي عبر و دروس إيجابية و تشجيعية و مريحة للقلب و الروح.
.
لعله أراد أن يدعوا بطريقة أخرى، فيقول صامتا وهو يطبطب عليك: ها أنا أربت على أكتاف الناس فاربت على كتفي يا الله! يا صاحبي، ليس كل من واساك خاليا من الحزن، لعلَّه عرف معنى أن يحزن المرء ولا يجد أحدا يواسيه! كنتُ أحسبُ أن الأمر بَدَهي، وأنه قد استقام لكَ فهمه، فقد سبقَ وعرَّجتُ في كلامي على شيءٍ من هذا وإن تلميحاً، ولكن لا بأس أن أسوق الأمر إليكَ الآن تفصيلاً! تسألُ الله شيئاً بإلحاحٍ فلا يعطيكَ إياه فتحزن ولا تدري أنكَ كالطفل الصغير الذي يبكي إذا رأى حبوب الدواء الملونة يُريدها فتمنعه أمه لأنها تعلمُ أنه يريدُ ما فيه هلكته وللهِ المثلُ الأعلى، وفي منعِ اللهِ عطاء! ولكن الناس أحياناً لا يريدون أن يكونوا أول من يُغادر، إنهم في كل مرةٍ يضعون المقصَّ بيدكَ، فاقطعْ هذا الحبل الواهي وتحرر!.