وفي اليوم التالي لِإعدام الخليفة، تتبع المغول العباسيين قتلًا، فقضوا على كُلِّ شخصٍ وجدوه حيًّا من العبَّاسيين إلَّا أفرادًا قلائل لم يأبهوا لهم.
لا شكّ أن تكلفة هذه الحروب الداخلية المستمرة، لم تؤثر فقط على الاستقرار الاجتماعي في البلاد، بل على الوضع الاقتصادي أيضًا بسبب كلفتها الباهظة، ما سهّل تحقيق انتصار عام ، وكان حينها يشغل منصب الخليفة منذ عام.
فأمر هولاكو خان بأن يذهب مع خمسةٍ من المغول، ولكنَّ الخليفة قال: «أنا لا أريد أن أذهب بصحبة خمسةٍ من الزبانية»، وكان يُنشد بيتين أو ثلاثة من قصيدة: وأصبحنا لنا دارٌ كجنَّاتٍ وفردوس وأمسينا بِلا دارٍ كأن لم نُغنِّ بالأمس وفي مساء ذلك اليوم، أمر هولاكو بِإعدام الخليفة، فقتلهُ المغول بعد أن جُمع في سجَّاد، وركلوه ركلاً بالأرجل حتَّى مات، وقيل خنقوه أو أغرقوه.
الجدالات الدينية الإسلامية الفلسفية كانت إحدى سمات العصر العباسي خصوصًا في عهود القوة.
الأولى ، - : دار إحياء الكُتب العربيَّة، ص.
ويبدو أنَّ موجة الرُعب التي أثارتها أخبارُ المغول ووحشيَّتهم جعلت الطرفين يستجيبان في سُهولةٍ لِدعوة الخليفة المُستعصم، فتمَّ الصُلح بِشرط أن يكون لِلمماليك مصر حتَّى وللأيُّوبيين ما وراء ذلك من بلاد الشَّام، بِمعنى أن تستولي سلطنة المماليك على والسَّاحل كُلِّه فضلًا عن مصر.