مَنْ أشجع النَّاس؟ فقالوا: أنت يا أمير المؤمنين! ويوضح هذا الأمر دقة النبي r وبُعد نظره وعمق فهمه، فهو r يريد أن يعلِّم الأمة القراءة والكتابة من أول أمرها، فقد استثمر r هذا الحدث العظيم؛ وهو وجود سبعين أسيرًا من المشركين، بعضهم يعرفون القراءة والكتابة في أن يعلِّم الأمة.
وقد أوصى الرسول - صلى الله عليه وسلم - أصحابه بحسن معاملة الأسرى، فقال: استوصوا بالأسرى خيرًا ؛ لذا فقد روي عن أبي العاص بن الربيع وكان من الذين أُسروا، وهو زوج زينب بنت الرسول - صلى الله عليه وسلم - قوله: كنتُ مع رهط من الأنصار وأنا أسيرٌ بينهم جزاهم الله خيرًا، كنا إذا تعشينا أو تغدينا آثروني بالخبز وأكلوا التمر، والخبز عندهم قليل والتمر زادُهم ويعني أنهم كانوا يفضلونه على أنفسهم بالطعام فيقدمون له الخبز ويحرمون أنفسهم منه ، وكان الوليد بن المغيرة - وهو أسير آخر - يقول مثل ذلك، وكانوا يحملوننا ويمشون.
قال: لا والله لا يا رسول الله! ويؤمن أن قلل في أعين و أكثر في أعين.