أركان الصيام يتحقق الصيام بركنين، بيانهما فيما يأتي: النية: ومحلها القلب، ودليلها قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام-: إنَّما الأعْمالُ بالنِّيّاتِ ، ولا يشرَع التلفُّظ بها؛ لأنّها أمرٌ متعلّقٌ بالقلب، ويُراد بها: القصد، وعزم القلب على فعل أمرٍ ما، ويجب على العبد عقدها والعزم على الصيام ليلاً في أيّ جزءٍ من أجزائه.
وسئل عن صيام الدهر فقال: «كنا نعد أولئك فينا من السابقين».
قلتُ: فإنِّي أُطيقُ أكثَرَ من ذلك.
وبين حكم صومه عند الشافعية أنه: إن خاف ضررا أو فوت حقا بصيام الدهر كره له، وإن لم يخف ضررا ولم يفوت حقا لم يكره، قال: هذا هو الصحيح الذي نص عليه الشافعي وقطع به صاحب المهذب والجمهور، وأطلق البغوي وطائفة قليلة أن صوم الدهر مكروه، وأطلق الغزالي في الوسيط أنه مسنون، وكذا قال الدارمي: من قدر على صوم الدهر من غير مشقة ففعل فهو فضل.
ط ، مطبعة المنيرية، ص.
الأسرع يتلقى مكافأة عظيمة.