وبدأ الحزب على الفور بإنشاء فروع له في عموم والمدن الصغيرة والقرى لا سيما بين الحلقات الدينية , وعلى الرغم من تشديد الدستور التركي لسنة ومنعه من تأسيس أحزاب سياسية تتخذ الدين شعارا لها إلا أن حزب النظام ظل يؤكد على جذور الإسلامية ويشدّد على أن الإسلام مصدر أساسي للحياة والنظام لامتلاكه القيم والمبادئ والأخلاق فأخذت القاعدة الجماهيرية للحزب في تصاعد مستمر وسريع , واعترفت الصحافة التركية بسرعة بتقدم الحزب ووصفتها بالخطيرة.
ومنذ البداية كان واضحا أن هذه الحكومة لم تستطع تقديم حلول للمشكلات التي تعاني منها نظرا للظروف الصعبة التي واجهتها حيث ورثت تركة ثقيلة من الحكومة التي سبقتها نتيجة التدهور الاقتصادي وعدم استقرار الوضع الأمني وتصاعد موجات النشاطات الفوضوية وفشلها في السيطرة على تلك الأوضاع بالرغم من فرضها الأحكام العرفية في 13 ولاية , فقد شهدت خلال تلك المدة مصادمات عنيفة في الشوارع ذهب ضحيتها كل يوم ثلاثة أو أربعة من القتلى , فضلا عن الاغتيالات السياسية والتصفيات الجسدية كما شهدت نهاية العام مذبحة كهرمان مرعش التي لقي فيها أكثر من مائة شخص حتفهم , ومما تجدر الإشارة إليه أن حزب العدالة استخدم كل إمكانياته لزرع الفرقة في صفوف الحكومة وسحب البساط من تحت قدمي أجاويد في البرلمان , ومما زاد في تأزم الوضع فشل أجاويد بالتزاماته وعدم الإيفاء بالوعود التي قطعها على نفسه مما أدي إلى زيادة حدة الخلافات التي أسفرت عن استقالة عشرة وزراء من أعضاء حكومته مع ذلك ظل أجاويد على البقاء في السلطة لحين إجراء في تشرين الأول فمنى بهزيمة اضطر بعدها إلى تقديم استقالته في 16 تشرين الأول من هذه السنة.
.
فهو خريج كلية الهندسة الميكانيكية بجامعة إسطنبول عام 1948م، وكان الأول على دفعته، ونال شهادة الدكتوراه في هندسة المحركات عام 1953م من ألمانيا، وهناك حقق ابتكارات جديدة - مازالت تحمل اسمه - لتطوير صناعة محركات الدبابات، التي تعمل بكل أنواع الوقود.
.
غادر أربكان بعد ذلك للإقامة فترة قصيرة في سويسرا، سعيا إلى التقاط الأنفاس، والبحث عن ورقة سياسية جديدة، وانتزاع مقعد من بين أنياب الأتاتوركية العلمانية.