.
وإذا كواكبها انتثرت منها فتساقطت.
فابتدأ الحديث عن أمر الله تعالى للسماء يوم القيامة بالتشقق؛ لتنزل الملائكة، وفي قول بأنّ انفطار السماء حدث لهيبة الله تعالى، والأمر الثاني الّذي يحدث بأمر الله يكون تساقط الكواكب، وبعد ذلك يكون بأمر الله تعالى للبحار بأنّ تُفجّر، وذلك بأن تقلب البحار فتخرج ما في باطنها من أحياء، وخروج الأموات جميعهم من قبورهم فيشعرون بأّهم لم يلبثوا في الحياة الدنيا يومًا أو بعض يوم، وبعد هذا يأتي الموقف العظيم بالحساب أمام الله، وينبّأ بني آدم بأعمالهم في الحياة الدنيا، فتعرض أمامهم ولا يخفى منها شيء.
يَقُول تَعَالَى " إِذَا السَّمَاء اِنْفَطَرَتْ " أَيْ اِنْشَقَّتْ كَمَا قَالَ تَعَالَى " السَّمَاء مُنْفَطِر بِهِ ".
ويمكنك قراءة المزيد حول سورة الانفطار وما تحويه من مقاصد بالاطلاع على هذا المقال: ما سبب تسمية سورة الانفطار بهذا الاسم؟ وسبب تسمية سورة الانفطار بهذا الاسم هو ورود لفظ الانفطار فيها حيث ورد ذلك في أول آياتها في قول الله تبارك وتعالى: {إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ}، كما ذّكر النبي -صلّى الله عليه وسلّم- هذه السورة مع سور ثلاث باسم سورة الأنفطار، وقد وضع في صحيحه عنوانًا في كتاب التفسير لهذه السورة وهو أيضًا ما أطلقت بعض التفاسير على سورة الانفطار اسم "إذا السماء انفطرت".
وَقَالَ الْحَافِظ أَبُو بَكْر الْبَزَّار حَدَّثَنَا زِيَاد بْن أَيُّوب حَدَّثَنَا مَيْسَرَة بْن إِسْمَاعِيل الْحَلَبِيّ حَدَّثَنَا تَمَّام بْن نَجِيح عَنْ الْحَسَن يَعْنِي الْبَصْرِيّ عَنْ أَنَس قَالَ : قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " مَا مِنْ حَافِظَيْنِ يَرْفَعَانِ إِلَى اللَّه عَزَّ وَجَلَّ مَا حَفِظَا فِي يَوْم فَيَرَى فِي أَوَّل الصَّحِيفَة وَفِي آخِرهَا اِسْتِغْفَارًا إِلَّا قَالَ اللَّه تَعَالَى قَدْ غَفَرْت لِعَبْدِي مَا بَيْن طَرَفَيْ الصَّحِيفَة " ثُمَّ قَالَ تَفَرَّدَ بِهِ تَمَّام بْن نَجِيح وَهُوَ صَالِح الْحَدِيث " قُلْت " وَثَّقَهُ اِبْن مَعِين وَضَعَّفَهُ الْبُخَارِيّ وَأَبُو زُرْعَة وَابْن أَبِي حَاتِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن عَدِيّ وَرَمَاهُ اِبْن حِبَّان بِالْوَضْعِ وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد لَا أَعْرِف حَقِيقَة أَمْره.