اشتهر شعراء شبه الجزيرة العربية بالمعلقات السبع - مكتبة الفكر

لم يحل احتفاظهم بهذه الخصائص دون تأثرهم بحياة الحضر القريب منهم، وسياسة الدولة التي يخضع هذا الحضر لها، بل لقد تغلغل في هذا الحضر من أنس منهم في نفسه الكفاية لامتثال حياة الحضر والاضطلاع بأعبائها، وبلغ من ذلك أن امتد سلطانه وعظم في المملكة نفوذه، وإن المؤرخين ليذكرون أن الإمبراطور الروماني فيليب كان عربيًّا من بني السميذع أول من عرف التاريخ من العرب الذين هاجروا إلى الشام، وأنه كان قبل ارتقائه عرش الإمبراطورية رئيس عصابة في تعبير الغربيين، ورئيس قبائل تغير وتغزو في تعبير العرب، وأعلى ذلك من مكانة العرب المقيمين بالشام، وإن لم يصرفهم عن البادية ولم يدمجهم في حضارة الروم.

في اليوم التالي أخذها والدها إلى الوالي مركيانوس فغضب منها وأمر بسجنها وتعذيبها وكانوا يمشّطون جسدها بأمشاط حديدية ويضربونها بمخارز حديدية ، فتمزّق جسدها وتفجّرت دماؤها وهي صابرة وصامتة.

» وعاد هؤلاء إلى المدينة، فأنبئوا قومهم بما رأوا، فكان ذلك مقدمة بيعة العقبة الكبرى، ومقدمة هجرة الرسول إلى المدينة، وبدء انتشار الإسلام فيها.

فاودعها جميع السامعين في قلوبهم قائلين اترى ماذا يكون هذا الصبي.