أبعاد الخفجي — عافت الزويد : من مقولة مشهورة تداولها الناس تحول المثل الشعبي «بياع الخبل عباته» إلى موسم يعتد به في مجتمعات الجزيرة العربية كباقي المواسم ، وتعود تسمية هذا المثل إلى أنهم كانوا يبيعون العباءة في نهاية الشتاء إعتقاداً منهم بأنه قد إنتهى بسبب الدفء الذي يكون في نهاية الشتاء، لكنهم يتفاجؤون بعودة البرد مجدداً.
وبحسب جمعيات الفلك العربية فإن برد العجوز «يعني عجز الشتاء أو أنه في نهايته وهو يتألف من ثمانية أيام في آخر الشتاء وتتسم فترة «برد العجوز» بقدوم موجة باردة قد يصاحبها نشاط رياح باردة يطلق عليها «النعايات» بمعنى تنعى رحيل فصل الشتاء وهي آخر رياح باردة خلال الشتاء وعادة ما يسبق هذه الفترة ارتفاع في درجة الحرارة لكنه ارتفاع «خادع ومؤقت» حيث يظن البعض أن البرد قد انتهى إلا أنه يعاود هجمته مجدداً مصحوباً برياح باردة شمالية غربية أو شمالية شرقية.
أما الحكاية الثانية التي تروى عن أهل البادية: قيل إن عجوزا لها ناقة لم تلقح في أول الشتاء، ومن المعروف ان فحول الابل لا تلقح إلا في اشتداد البرد فدعت ربها بأن يرسل رياحا باردة كي تلقح ناقتها فهبت تلك الرياح وتم لها ما أرادت فسميت هذه الرياح الباردة ببرد العجوز وحكايات كثيرة تروى عن هذا البرد المتأخر في الشتاء، ومما قالوا عنه إن برد العجوز يقول لو انني لحقت على أول الشتاء لجعلت المرأة العجوز تشعل النار بشعر رأسها الأبيض ولجعلت الرجل الكبير يشعل النار في ركبتيه.
موعد انتهاء برد العجوز بياع الخبل هو البرد المسمى «بياع الخبل عباته وبرد العجوز» الذي يقع في آخر الشتاء، ويسمونه العرب برد الحسوم وهو البرد الذي أهلك الله به قوم عاد، مستشهدًا بالآية الكريمة: «سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا»، لافتًا إلى أن تسميته بـ«العجوز»، نسبة إلى قصة مفادها أن عجوزًا أحسَّت بالدفء؛ فجزَّت أصواف الغنم، ورجع البرد من جديد وأهلك قطيع الغنم.
وهنا ننصح الجميع بالإحتفاظ بعباته لكي لا يطلق عليك كلمة خبل وخلال نشرات الطقس نسمع تحذير للمواطنين ان هذا الدفأ ما هو إلا بياع الخبل عباته ولم يدخل فصل الصيف بعد وهذا هو معنى المثل الشعبي الدارج في هذه الأيام وفي أوله تغرس النخيل وبداية تبييض الطيور وبوادر الباعوض وتكثر مسببات الحساسية مع كثرة طلع النخيل.
معني بياع الخبل عباته هو مثل قديم حيث يظن السفهاء أن البرد انتهي فيلبسون ملابس خفيفة لكن البرد يعود مرة اخري وتحكي الأساطير أن سبب وجود هذا المثل هو أن رجلا معتوها اشتري عباءة في بداية الشتاء لتقيه من البرد وعندما عاد الدفء ظن البرد قد انتهي فباع عباءته فعاد البرد بهجمة شديدة أهلكته فسمي هذا الوقت باسمه.