خاصة إذا علمنا ان الهدف الرئيسي من بناء كان عسكريا بالدرجة الاولى، بالإضافة لاهميتها الجغرافية حيث تتوسط مع توفر الماء من نهري ومثل هكذا موقع يشبع رغبة المنصور والمسلمين الذين اعتادوا السكنى في المناطق المفتوحة، مضافا إلى ذلك اهمية موقعها من الناحية الاقتصادية فهو يقع على ملنقى الطرق التجارية البرية والمائية، إضافة إلى الاراضي الزراعية المحيطة به.
قصر الأخيضر حصن أو قصر الأخيضر في بادية محافظة كربلاء ويبعد عن النجف قرابة الـ 70 كيلومترًا إلى الغرب بينما يبعد نحو 100 كيلومتر إلى الجنوب من بغداد، الحصن أو القصر بني على شكل مستطيل بطول يصل إلى 176 مترًا، وعرض مشابه تقريبًا، وبسبب بناءه في البادية ولأغراض دفاعية، فقد استخدمت الحجارة والنورة في تعزيز جدرانه الخارجية ليصل سمكها إلى ما يقرب من 5 أمتار، ويضم الحصن داخله عشرات القاعات والأروقة.
ويشكل المعلم الفارسي في تخطيط المدينة، إذ فُصل الخليفة عن الرعية وجعل له مقامٌ سامٍ يصعب الوصول إليه؛ كما أن ضخامة القصر والإيوان تظهر روعة الملك؛ ثم إن فكرة الاستدارة وحصر بيوت السكان فى أحياء منفصلة؛ يمكن غلقها ليلاً وحراستها بصورة دقيقة؛ يشير إلى السلطة المطلقة المتأثرة بالفرس والتي تتعارض مع سماحة الإسلام وماعٌرف عن الأمويين.
ويبدو أن الخليفة أدرك أنه لن يكون آمناً كل الأمن على نفسه بإقامته في بغداد.
وظلت مدينة سامراء عاصمة للدولة العباسية من سنة 221هـ، وحتى سنة 279 هـ، وبعد تلك السنة أصبحت سامراء عاصمة للدولة من حينٍ لأخر حسب الحالة السياسية والمشكلات التي تواجه الخلفاء بها، فظلت عاصمة للدولة حتى نقل الخلافة نهائياً إلى بغداد سنة 892 هـ، لتنتقل الخلافة إلى بغداد حتى سقوطها في أيدي التتار، وفي تلك الفترة شهدت المدينة اهتماماً كبيراً بالنواحي المعمارية فشيدت بها القصور والمباني الشاهقة، ولكن بوصول التتار إليها أصبحت معظم المدنية أنقاضاً، فقد عاث فيها التتار الفساد والحرق.
تتشكل المدينة من 27 منطقة تقسم كلّ منطقة إلى أكثر من حي، ولبغداد أيضاً أهمية ثقافيّة وعمرانيّة؛ نظراً لاحتوائها على الكثير من المدارس، والمتاحف، والمسارح، والمكتبات، بالإضافة إلى الآثار الإسلاميّة، وأسوار المدينة، ودار الخلافة، والمدرسة المستنصريّة وغيرها من المعالم.