في هذا الجو المشبع بالآلام وفي تلك الظروف القاسية ازدهرت المدائح النبوية التي تكشف عن رغبة دفينة لدى شعرائها بالعودة إلى المنبع الصافي للعقيدة الإسلامية، حينما كان العدل يظلل جميع المسلمين، فاستعادوا بقصائدهم سيرة الرسول بكل ما تمثله من عدل ونقاء من ميلاده حتى وفاته.
سيد الشعراء أبو الوليد حسان بن ثابت الخزرجي، أشهر شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم.
ثم هناك أحاديث تدل على نسخ هذا الحديث ونحوه.
فلم يضع بإذن الله حديث واحد من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يخف حديث واحد موضوع على أئمة النقد، ولو أراد أحد أن يدس كلمة أو حرفا في حديث واحد لفضحه الله على يد جنوده المخلصين الذين أفنوا حياتهم في حفظ السنة والحفاظ عليها، والرحلات الشاقة وغير الشاقة في سبيلها، حتى إن بعضهم ليرحل من أجل حديث واحد الشهر وأكثر ويرحلون من مشارق الأرض إلى مغاربها ومن جنوبها إلى شمالها لسماعها من أفواه الثقات العدول الحفاظ الأمناء ومن كتبتهم الأمينة، كل ذلك بتوفيق الله ولتحقيق وعد الله بحفظ هذا الدين.
ولكن هذا المديح النبوي لم ينتعش ويزدهر ويترك بصماته إلا مع الشعراء المتأخرى ن وخاصة مع الشاعر في القرن السابع الهجري.
.