بين حين وآخر، في الوقت الذي كنا نظن أنه فارق الحياة، كان أحدنا يسمعه يغمغم يقترب منه زاحفاً عبر منطقة القصف ليسأله ما الذي يريده و كان الماء باستمرار هو ما يريد: « ماء، ماء! الرقيب راث سقط هو أيضاً وأخذ يزحف، مسربلاً بالدم ومصاباً بجرح خطير.
كانت في فلسطين قيادتان أولاهما: قيادة الجهاد المقدس وهي تابعة للهيئة العربية العليا والثانية هي قيادة جيش الإنقاذ المؤلف من متطوعين عرب والذي كان قائده العام إسماعيل صفوت ومن أبرز قادته في فلسطين فوزي القاوقجي.
ولكن واجب فهد العسكري، وواجبه نحو تأمين سلامة أهله، لا فكاك منهما.
كان اسرى الدروز يعرفون المصير المرسوم لهم وقد ماتوا برباطة جأش، دون أن يرتجفوا أو أن يطلبوا الرحمــة.
مسئول بوزارة الداخلية يهدد العقيد عزام بفصله إذا لم يقبص على رشاش.
وفي اللحظة ذاتها التي يمسك فيها الجريح، الهاذي عطشاً، الوعاء بلهفة، يقوم الآخر بتفجير دماغه بطلقة من مسدسه.