في الرحلات العديدة التي خاضا أخطارها معًا، كثيرًا ما شاهده في ليل الصحراء السريّ التكوين، يتعرَّى ويتجرَّد من ثيابه تمامًا ويُلقي بسلاحه ويرتمي على الأرض ويذهب إلى الكهوف والجبال زاحفًا على بطنه، أو سائرًا على أربع.
دائمًا تتملَّكه حالةٌ من التقمُّص الشديد، التي كانت تُرعب مَن يتعامل معه.
رأى هيئته تتغير ويدخلها ذلك السحر الغامض لحظة أن يدخل في جدالٍ مع فريسة تتمنَّى النَّجاة من قنَّاص ماهر مثله.
وكان لون جلده يتغيَّر، فتكسوه بقعٌ أو خطوطٌ، أو ينمو فوقه شعرٌ غريز.
بعد كل رحلة صيد طويلة في الصحراء، كان يعزم على هجره وعدم العمل معه بسبب كثافة الخوف والفزع اللذين يفترسانه من فجيعة الغرائب التي يصنعها الرجل في طقوس غامضة مُفاجئة.
في تلك اللحظات تتلبَّسه حالة غريبة ويصبح بحجم التلال والجبال والرمل المسترسل كالأبدية.