و اعلموا أنّه ليس بين اللّه و بين أحد من خلقه ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا من دون ذلك من خلقه كلّهم إلّا طاعتهم له، فجدّوا في طاعة اللّه، إن سرّكم أن تكونوا مؤمنين حقّا حقّا و لا قوّة إلّا باللّه.
استدبرتم الامور الماضية في الأيّام الخالية من الفتن المتراكمة و الانهماك فيما تستدلّون به على تجنّب الغواة و أهل البدع و البغي و الفساد في الأرض بغير الحقّ فاستعينوا باللّه و ارجعوا إلى طاعة اللّه و طاعة من هو أولى بالطاعة ممّن اتّبع فاطيع.
ثم أبان اللهتعالى أن الاستغفار لهم لا ينفعهم ، فقال : سَواءٌ عَلَيْهِمْأَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ ، لَنْ يَغْفِرَ اللهُلَهُمْ ، إِنَّ اللهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفاسِقِينَ أي جازاهم الله على استكبارهم وإعراضهم ، فأوضح أنالاستغفار لا ينفعهم لإصرارهم على النفاق ، واستمرارهم على الكفر ، فسواء حدثالاستغفار لهم أو لم يحدث لا يجديهم نفعا ، ولن يغفر الله لهم ، ما داموا علىالنفاق ، إن الله لا يوفق الخارجين عن الطاعة ، المنهمكين في معاصي الله ، ومنهمالمنافقون بالأولى.