الخوف المحمود - الخوف .. [المحمود و المذموم]

فالخوف من الله تعالى ينبع من حُسن معرفته، وكمال العلم به، فهو ليس وجلًا مبهمًا لا يُدرى مأتاه أو نتائجه، بل هو شعور واضح بجلال الخلاق العليم، وما ينبغي إكنانه له من مهابةٍ وإعظام.

موقع تفريغات لعلامة رسلان -حفظهُ اللهُ-.

ومن أعمال القلوب التي ستطرق في هذا البحث ان شاء الله، المحاسبة والتقوى والشكر والرضا.

ثم الأخبار الواردة في فضل العلم والتقوى والورع والبكاء والرجاء تدل على فضل الخوف، لان جملة ذلك متعلقة به تعلق السبب أو تعلق المسبب، إذ العلم سبب الخوف، والتقوى والورع يحصلان منه ويترتبان عليه ـ كما ظهر مما سبق ـ والبكاء ثمرته ولازمه والرجاء يلازمه ويصاحب إذ كل من رجا محبوباً فلا بد ان يخاف فوته، إذ لو لم يخف فوته لم يحبه فلا ينفك أحدهما عن الآخر، وان جاز غلبة احدهما على الآخر، إذ من شرطهما تعلقهما بالمشكوك، لان المعلوم لا يرجى ولا يخاف، فالمحبوب المشكوك فيه تقدير وجوده يروح القلب وهو الرجاء، وتقدير عدمه يؤلمه وهو الخوف، والتقديران يتقابلان.