ومعلوم أن الإثبات بعد النفي أعظم دلالة في الإثبات من إثبات مجرد بلا نفي، ولهذا صار قوله:لا إله إلا الله، وقول: لا إله غير الله هذا أبلغ في الإثبات من قول: الله إله واحد؛ لأن هذا قد ينفي التقسيم، ولكن لا ينفي استحقاق غيره للعبادة، ولهذا صار قوله جل وعلا: { لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ}، وقول القائل: لا إله إلا الله، بل قوله تعالى: {إِنّهُمْ كَانُوَاْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إلَـَهَ إِلاّ اللّهُ يَسْتَكْبِرُونَ} جمعت بين النفي والإثبات، وهذا يسمى الحصر والقصر، ففي الآية حصر وقصر.
وثانيها: تكلمه بذلك، وان لم يعلم به غيره، بل يتكلم بها مع نفسه ويتذكرها وينطق بها أو يكتبها.
وذكر بعض أهل العلم أن قوله: هو استعلام، كأنه قيل: أتجعل من ذريتي إماماً: وقد قدمنا أن الظاهر أنه على سبيل الطلب، أي واجعل من ذريتي.
وعبارات السلف في شهد - تدور على الحكم، والقضاء، والإعلام، والبيان، والإخبار.
ويدخل في هذا الباب أيضا: استمرار نصر الأنبياء وهلاك أعدائهم، وانتشار دعوتهم في الآفاق، مع سلامة أتباعهم من وقوع العذاب عليهم.
وظاهر هذا النقل في أن ذلك، أعني كسر الهمزة التي للمتكلم في نحو اضطر، وهو ما أوله همزة وصل.