.
وهذا مما يؤكد أن الحلم من أعظم أركان الحكمة ودعائمها.
وقال ابن عاشور -رحمه الله-: والصراط في هذه الآية آية الفاتحة مستعار —لمعنى الحق الذي يبلغ به مدركه إلى الفوز برضى الله، لأن ذلك الفوز هو الذي جاء الإسلام بطلبه، والمستقيم: اسم فاعل من استقام، مطاوع قومته فاستقام، والمستقيم: الذي لا اعوجاج فيه ولا تعاريج، وأحسن الطرق الذي يكون مستقيما، وهو الجادة لأنه باستقامته يكون أقرب إلى المكان المقصود من غيره، فلا يضل فيه سالكه، ولا يتردد ولا يتحير، والمستقيم هنا مستعار للحق البين الذي لا تخالطه شبهة باطل، فهو كالطريق الذي لا تتخلله بنيات، ثم قال: والأظهر عندي أن المراد بالصراط المستقيم: المعارف الصالحات كلها من اعتقاد وعمل.