إلى هنا نكون قد وصلنا إلى نهاية مقالنا فوائد سورة الشمس الروحانية، حيث قدّمنا فيه تعريفًا بسورة الشّمس وآياتها الكريمة، وذكر مضامينها والقسم فيها والقوم الذين تحدثت عنهم هذه السّورة العظيمة.
وَلا يَخافُ عُقْباها أي أنّ الله -تعالى- قد أهلكهم ولا يخشى عاقبة إهلاكهم، فهو الخالق والقادر في هذا الكون، لا يُسأل عما يفعل -سبحانه وتعالى-، وقيل: إنّ المقصود أنّه لم يخشَ الذي عقر الناقة عاقبة فعلته؛ وذلك بسبب جهله وطغيانه وكفره.
Mohsin : By the heaven and Him Who built it; Mufti Taqi Usmani : And by the sky, and the One who built it, Pickthal : And the heaven and Him Who built it, Yusuf Ali : By the Firmament and its wonderful structure; Verse:006 Abdul Daryabadi : by the earth and Him Who stretched it forth, Dr.
وروى أبو الأسود الدؤلي أن عمران بن حصين سأله عن أعمال النّاس إن كانت شيء كتبه الله عليهم وقدّره لهم، أم هي ما استقبلوه من رسالة نبيهم، فأجابه: بأنّه الأمر الذي كتبه الله عليهم، فقال له: أَفلا يَكونُ ظُلْمًا؟ قالَ: فَفَزِعْتُ مِن ذلكَ فَزَعًا شَدِيدًا، وَقُلتُ: كُلُّ شيءٍ خَلْقُ اللهِ وَمِلْكُ يَدِهِ، فلا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ، فَقالَ لِي: يَرْحَمُكَ اللَّهُ إنِّي لَمْ أُرِدْ بما سَأَلْتُكَ إلَّا لأَحْزِرَ عَقْلَكَ، إنَّ رَجُلَيْنِ مِن مُزَيْنَةَ أَتَيَا رَسُولَ اللهِ فَقالَا: يا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ ما يَعْمَلُ النَّاسُ اليَومَ، وَيَكْدَحُونَ فِيهِ، أَشيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم مِن قَدَرٍ قدْ سَبَقَ، أَوْ فِيما يُسْتَقْبَلُونَ به ممَّا أَتَاهُمْ به نَبِيُّهُمْ، وَثَبَتَتِ الحُجَّةُ عليهم؟ فَقالَ: لَا، بَلْ شيءٌ قُضِيَ عليهم وَمَضَى فيهم، وَتَصْدِيقُ ذلكَ: {وَنَفْسٍ وَما سَوَّاهَا فألْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} ؛ ولهذا كان يدعوا رسول الله بالدعاء السابق.
والله سبحانه وتعالى هو الذي شق ضياء الصباح من ظلام الليل، وجعل الليل مستقرًا، يسكن فيه كل متحرك ويهدأ، وجعل الشمس والقمر يجريان في فلكيهما بحساب متقن مقدَّر، لا يتغير ولا يضطرب، ذلك تقدير العزيز الذي عزَّ سلطانه، العليم بمصالح خلقه وتدبير شئونهم.
أقسم الله بالشمس ونهارها وإشراقها ضحى، وبالقمر إذا تبعها في الطلوع والأفول، وبالنهار إذا جلَّى الظلمة وكشفها، وبالليل عندما يغطي الأرض فيكون ما عليها مظلمًا، وبالسماء وبنائها المحكم، وبالأرض وبَسْطها، وبكل نفس وإكمال الله خلقها لأداء مهمتها، فبيَّن لها طريق الشر وطريق الخير، قد فاز مَن طهَّرها ونمَّاها بالخير، وقد خسر مَن أخفى نفسه في المعاصي.