فإن قال قائلٌ: فما وجه دخول الألف واللاّم في السّحر إن كان الأمر على ما وصفت وأنت تعلم أنّ كلام العرب في نظير هذا أن يقولوا: ما جاءني به عمرٌو درهم، والّذي أعطاني أخوك دينار، ولا يكادون أن يقولوا الّذي أعطاني أخوك الدّرهم، وما جاءني به عمرو الدّينار؟ قيل له: بلى كلام العرب إدخال الألف واللاّم في خبر ما والّذي إذا كان الخبر عن معهودٍ قد عرفه المخاطب والمخاطب، بل لا يجوز إذا كان ذلك كذلك إلاّ بالألف واللاّم، لأنّ الخبر حينئذٍ خبرٌ عن شيءٍ بعينه معروفٍ عند الفريقين؛ وإنّما يأتي ذلك بغير الألف إذا كان الخبر عن مجهولٍ غير معهودٍ ولا مقصودٍ قصد شيئًا بعينه، فحينئذٍ لا تدخل الألف واللاّم في الخبر، وخبر موسى كان خبرًا عن معروفٍ عنده وعند السّحرة، وذلك أنّها كانت نسبت ما جاءهم به موسى من الآيات الّتي جعلها اللّه علمًا له على صدقه ونبوّته إلى أنّه سحرٌ، فقال لهم موسى: السّحر الّذي وصفتم به ما جئتكم به من الآيات أيّها السّحرة، هو الّذي جئتم به أنتم لا ما جئتكم به أنا.
ومن قال آلسحر قال: قالوا هذا سحر، فقال: آلسِّحرُ هذا؟ والفراء يقوله.
على ماء طاهر وتغتسل به يوم الجمعة قبل أذان المغرب وبعد ذلك تقرا سورة طه ثلاث مرات تأتيك الخطاب من كل مكان بأذن الله.