ما المقصود بتأثير نظرة الموناليزا؟ من أي نبع تستقي عيون الموناليزا سحرها الخلاب؟ كل من حاول رسم وجه أو تخطيطه يعرف أن ما ندعوه سيماء الوجه يتشكل في الغالب من سمتين هما: زاويتا الفم، وزاويتا العينين وهذه الأقسام تمامًا هي التي تعمد ليوناردو إبقاءها غامضة بتركها تندمج في ظل خفيف لأنه يريد تركنا في حيرة من نظرات الموناليزا غير واضحة الدلالة ثم يعزز هذا التأثير من خلال الجانبين غير المتماثلين في الصورة فخطي الأفق يسارًا ويمينًا غير متساويين.
وقد كان اهتمام الفنانيين قبله مقتصرًا على الأشكال الخارجية دون التفات إلى النواحي والشاعرية النابعة من القلب، حتى إن الناظر في أعمالهم لم يكن يرى غير خطوط ورموز، مع دافنشي ولوحته انبثق لغز الفؤاد الذي لا يدرك، هذه الشاعرية في الأسرار وليدة الوحدة الضمنية للوجه مع المنظر على الأساس.
وقد استدعي "دافنشي" إلى قصر ميلانو مرة أخرى عام 1506 لإنهاء النسخة الثانية من لوحة "سيدة الصخور"، لكن هل سيسمح له "فرانشيسكو" بالمغادرة قبل إنهاء اللوحة؟ سلم "دافنشي" اللوحة لعائلة "جوكوندو" قبل إنهائها، ورحل إلى ميلانو وهي النسخة الأولى "موناليزا إيزلورث"، وهناك بدأت رحلته مع موناليزا اللوفر.
وعلى الرغم من شيوع تقنية سبولفيرو في تلك الحقب الزمنية إلا أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها إثبات أن لوحة الموناليزا النهائية كانت مبنية على رسم تحضيري.
يبقى السؤال المطروح هل تلك اللوحة من رسم "دافنشي" أم أحد تلاميذه؟ قام معهد الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا بتحليل صورة الموناليزا للتأكد من أنها اللوحة الأصلية تحليل البيانات الرقمية.
خط الرقبة مذهب بخطوط متداخلة مع بعضها ومطرزة.