وفي تفسيرِ الطَّبَرِيِّ الحَنَفِيِّ: ذَكَر أَوَّلاً { تَعْقِلُونَ } ثُمَّ { تَذَكَّرُونَ } ثُمَّ { تَتَّقُونَ} ؛ لأنَّهُم إذا عَقَلُوا تَذَكَّرُوا، فإذا تَذَكَّرُوا خافُوا واتَّقَوُا المَهالِكَ.
فبين تعالى أن الصراط المستقيم هو ما أنزله على رسوله صلى الله عليه وسلم، وما من عمل إلا وللشيطان فيه نزغتان، إما إفراط أو تفريط، فإن الشيطان يأتي لقلب العبد فيشمه، فإن رأى فيه نشاط وهمة، زين له التشديد والغلو حتى يخرجه عن الصراط المستقيم، وإن رأى فيه توانيًا وكسلًا زين له التقصير والإهمال، ومراده من ذلك أن يخرج العبد عن الصراط المستقيم، ومن اقتدى بمحمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام فقد هدي إلى صراط مستقيم.
فأما القسمُ الأولُ وهو: توحيدُ الرُّبوبيَّةِ ؛ فهو إفرادُ الله - عَزَّ وجلَّ - بالخلْقِ، والْمُلْكِ، والتَّدبيرِ.
قالَ العلاَّمةُ ابنُ القيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: وأمَّا التَّوحيدُ الذي دَعَتْ إليهِ الرُّسُلُ ونَزَلَتْ بِهِ الكُتُبُ، فهوَ نَوْعانِ: - تَوْحيدٌ في المَعْرِفَةِ والإثْباتِ.
فليس كونه أقل تعبداً لغير الله تعالى مانعاً له من اتصافه بالشرك.
ويطلق القدر أيضاً على القضاء الذي هو الحكم الكوني بوقوع المقدرات.