الجهة الثانية: فهو إيمانٌ خاصٌ استعمل عَلَى ما به يكون المعتقد صحيحاً، وأصله راجع إِلَى أصل الإيمان المنوه إليه في حديث جبرائيل الطويل؛ وفيه: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وبالقدر خيره وشره ؛ والحَدِيْث مخرج في الصحيحين، هَذَا ما يتعلق بالإيمان أصلاً وكمالاً.
أعود بعد هذه المقدمة الى صلب الموضوع: عند المسلمين قرآن، وهم لا يشكون انه من عند الله، وقد بسط علماء الكلام للخصوم الادلة العقلية على صحة ذلك.
!!.
ومن أبرز خصائص الثقافة الإسلامية شمولها لجميع مجالات الحياة؛ كما هي صالحة لجميع الأزمان، وهي صالحة لجميع البشر فهي تلبي جميع حاجات النفس البشرية العقلية والعاطفية والمادية؛ وهي تشتمل على تنظيم محكم لما يجب أو ينبغي أن يكون بين الناس من العلاقات والمعاملات، والمثقف المسلم يعمل في هذه الحياة كأنه يعش أبدا، وللآخرة كأنه يموت غدا، وهو بذلك قرير العين مطمئن البال.
الحضارة الإسلامية أهتمّت الدولة الإسلامية في عهد ثم في العصرالأموي والعصرالعباسي بالعلوم التي تختص بتسهيل حياة الناس وبناء المدن كالعمارة والتنظيم، كما اهتمّت بالنواحي الدينية تمامًا، وذلك لأنّ أهم خصائص الحضارة الإسلامية أنها حضارة فريدة تمزج بين الجانب المادي الملموس والجانب الروحي، ولذلك فقد امتازت عن كثير من الحضارات السابقة التي بُنيت في الأغلب على جانب مهملة الجانب الآخر، ولأن الإسلام دينٌ عالمي شامل فقد حضّ على طلب العلم وعمارة الأرض لتنهض أممه وشعوبه جنبًا إلى جنب مع الجانب الديني وأداء العبادات، بل أنه جعل العلم والعمل نوع من العبادة، فتنوعت مجالات الحضارة الإسلامية وتعددت من الفنون والعلوم المختلفة طالما أنها لا تخالف القواعد الإسلامية؛ فالإسلام كفل حرية الفكر بل اعتبرها أصل الوجود والكرامة الإنسانية، فازدهرت هذة الحضارة وتشعبّت لتصبح المحّج والمقصد لكل من أراد النهل من العلم والثقافة من شرق الأرض ومغربها.
الشيء الثاني: فهو حصول الضوابط المعتبرة شرعاً، وأشار إِلَى جملة في ذَلِك، ومن ذَلِك: قيام الحجة؛ بحيث تبين عَلَى المرء الحجة.