لم يكن النزاع بين الفرس والعرب نزاعًا سياسيًّا فحسب، بل كان نزاعًا دينيًّا أيضًا، فأراد الفرس أن يصبغوا الإسلامية بصبغة وثنية، ويُلَوِّنُوها بلونٍ جديدٍ ويبعثوا بها روحًا جديدةً توافق رغائبهم، ودعَّم الفرس مبادئهم بالقوة، فقالت فئة منهم — وكانت من دعاة العباسيين — بوجوب الترخيص للمسلمين في نساء بعضهم البعض، وهذه هي الإباحية الأولى التي لا تحترم سنن الزواج الثابتة ولا تقرها، وهي التي نفاها الإسلام بنصوصه الصريحة في القرآن والحديث، وتُعرف تلك المبادئ بالمبادئ الخرمية.
فلَحِقَ بهم أبو مسلم يخدمهم ويختلف إليهم في حبسهم، فاجتمع مدة إقامته في واسط بدعاة العباسيين واتصل بنُقَبائهم، فمال إلى مُنَاصَرَتِهم انتقامًا من أولئك الذين سَبَّبوا نكبةَ عائلته وسجن أوليائه.
في المقابل تميزت الدولة الأموية في الأندلس بإزدهار ورخاء إقتصادي وعسكري وتجاري وعمراني منقطع النضير.