روى البخاري في صحيحه عن أبي هريرة أنه قال: "ما من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أحدٌ أكثر حديثًا عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب".
ثم أرسل مروان بعد فترة يسأل أبي هريرة أن يُحدّثه، وأمر كاتبه بأن يقارن بما كتبه، فما وجده غيّر حرفًا عن حرف، عندئذ قال له مروان: « تعلم أنا قد كتبنا حديثك أجمع؟»، فقال أبو هريرة: « وقد فعلت؟»، قال: « نعم»، قال: « فاقرأه علي»، فقرأه.
من هو أبو هريرة هو عبد الرحمن بن صخر الدوسي وهو من خيرة الصحابة وأحد أهم رواة الأحاديث الشريفة عن النبي صلى الله عليه وسلم كم عدد الأحاديث النبوية التي رواها أبو هريرة وصل عدد الأحاديث التي رواها أبو هريرة إلى 5374 ًا نبويًا.
وبعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صَلُح حاله وكثُر ماله، ووَلي إمرة المدينة، وكان يمرُّ في السوق يحمل الحُزمة وهو يقول: "أوسعوا الطريق للأمير! ورغم حُسن علاقته بالأمويين، إلا أنه عنّف ولم يكن وقتها واليًا على المدينة المنورة لممانعته دفن مع جده النبي محمد، حيث قال له أبو هريرة: « تدخل فيما لا يعنيك ولكنك تريد رضا الغائب»، يعني أبو هريرة بذلك معاوية.
وأكثر الأحاديث الصحيحة الثابتة عن أبي هريرة رضي الله عنه لم يتفرد بروايتها، بل رواها غيره من الصحابة الكرام، وعدد الأحاديث الثابتة الصحيحة والحسنة التي تفرد بروايتها أبو هريرة رضي الله عنه هي نحو 110 أحاديث فقط، وسيأتي ذكرها بالتفصيل في آخر هذا الكتاب في الوقفة السادسة.
وقد جمع أبو إسحاق في القرن الثالث الهجري مسند أبي هريرة، وتوجد نسخة منه محفوظة في ، كما جمع مُسندًا لأبي هريرة في مصنف.